قوله: «وَأَنْ
يُتَّخَذَ عِيدًا» أي: يُجتمع عنده ويجلس عنده، ويعتاد هذا، سواء كان عيدًا
مكانيًّا أو عيدًا زمانيًّا.
قوله: «وقال فِي مَرَضِ مَوْتِهِ...». ما
الحكمة من لعن اليهود والنصارى في هذه الحالة؟ يحذِّر أُمته أن تفعل مثل ما فعلت
اليهود والنصارى عند قبور أنبيائهم، قالت عائشة رضي الله عنها: «فلولا ذاك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ
مسجدًا» ([1]).
قوله صلى الله عليه
وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي
وَثَنًا يُعْبَدُ...». كل ما عُبِدَ من دون الله فهو وثن، وهو أعم من الصنم؛
لأن الصنم ما عُبد وهو على صورة حيوان، والوثن ما عبد من دون الله، سواء كان شجرة،
أو قبرًا، أو صورة، أو غير ذلك، فالوثن أعم، ودل هذا على أن من دعا القبر، أو عبد
القبر، فقد اتخذه وثنًا، ولو كان قبر نبي.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «لاَ تُطْرُونِي...» أي: لا
تغلوا في مدحي، والإطراء هو الغلو في المدح، وإنما يُمدح صلى الله عليه وسلم
بصفاته، ولا يخرج في ذلك عن البشرية؛ هو بشر، أمَّا مَن رفعه فوق البشرية، فإنه
يكون قد أطراه، أي: زاد وغلا في مدحه، وهذا فعل النصارى، فهم الذين غلوا في المسيح
حتى قالوا: إنه ابن الله، أو ثالث ثلاثة، تعالى الله عمَّا يقولون.
فالغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم منهي عنه؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، والواجب الاعتدال في وصفه صلى الله عليه وسلم من غير إفراط ولا تفريط.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1330)، ومسلم رقم (529).
الصفحة 25 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد