وَلِهَذَا نَهَى
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ مَسْجِدًا وَأَنْ
يُتَّخَذَ عِيدًا، وقال فِي مَرَضِ مَوْتِهِ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ
وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، يُحَذِّرُ مَا
صَنَعُوا ([1]). أَخْرَجَاهُ فِي
الصَّحِيحَيْنِ.
وقال صلى الله
عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ
اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2]). رَوَاهُ مَالِكٌ
فِي مُوَطَّئِهِ. وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ
النَّصَارَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؛ إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ([3]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
****
الشرح
قوله: «وَلِهَذَا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم أَنْ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ مَسْجِدًا». النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل
الخلق على الإطلاق، ومع هذا نهى أن يتخذ قبره مسجدًا؛ أي: يُصلى عند قبره، كما أنه
نهى أن نصلي عند القبور عمومًا، مع أن المصلي إنما يصلي لله، لكن المكان ليس
مكانًا للصلاة؛ لأنه وسيلة إلى الشرك.
فإن قيل: أليس الآن
قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده؟ نقول: لا، قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
ليس في مسجده، وإنما في بيته وحجرته، والناس يصلون في مسجد الرسول صلى الله عليه
وسلم، والقبر معزول عن المسجد قبل إدخال الحجرة بالمسجد وبعد إدخالها، فلا يراه
أحد، ولا يصلي إليه أحد. قال ابن القيم رحمه الله:
|
فأجاب ربُّ
العالمين دعاءه |
وأحاطه بثلاثة
الجُدران |
|
حتى غَدَت أرجاؤه
بدعائه |
في عزةٍ وحماية وصِيان |
([1]) أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد