×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 بالواو والعطف بـ«ثم»، أن الواو تقتضي التشريك والمساواة والجمع؛ وأمَّا ثم تقتضي الترتيب.

قوله: «وقال لَهُ بَعْضُ الأَْعْرَابِ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»، فجعل مشيئة الرسول صلى الله عليه وسلم مساوية ومشاركة لمشيئة الله، فقال صلى الله عليه وسلم مستنكرًا: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟!» أي: شريكًا ومعادلاً لله عز وجل، «بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ»، هذا من حماية التوحيد، وهذا من الشرك في الألفاظ، ولو كان الإنسان لا يعتقد ذلك بقلبه، وإنما قال هذا بلسانه فقط، فهذا شرك في الألفاظ ينهى عنه..

وقوله تعالى: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ [الأعراف: 188] , أمره الله أن يقول للناس: إنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، فكيف يملكه لغيره؟ إلا ما شاء الله له من النفع، أو شاءه عليه من الضر، فإنه سيقع؛ فدلَّ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئًا لنفسه ولا لغيره، إلا ما أعطاه الله سبحانه وتعالى، ثم قال: ﴿وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ، وهذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا ما علمه الله وأطلعه عليه، ففيه ردٌّ على الذين يقولون: إن الرسول يعلم الغيب.

﴿وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُ، هذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمسه السوء والمرض والهم والحزن كغيره من البشر، ولو كان إلهًا أو ربًّا، أو يملك شيئًا لما مسَّه السوءُ.

وقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ [القصص: 56] دلَّ على أن هداية التوفيق وإدخال الإيمان في القلوب لا يملكه إلا الله؛ أمَّا هداية


الشرح