الدعوة والإرشاد، فالرسول
صلى الله عليه وسلم يهدي، بمعنى أنه يدعو ويرشد، كذلك الدعاة يهدون الناس، قال
تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا
مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا
يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]، فالهداية هدايتان: هداية الدلالة
والإرشاد، وهذه يملكها الإنسان، وهداية التوفيق، وهذه لا يملكها إلا الله سبحانه
وتعالى. ولما اشتد أذى الكفار والمشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، دعا عليهم
وقال: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ
عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»،
فأنزل الله قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ
شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ﴾ [آل عمران: 128].
([1])». وقد تاب الله على
بعضهم فأسلموا وحسُن إسلامهم.
قوله: «وَهَذَا تَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ...»، مع هذا قال الله له: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾، فالأمر كله بيد الله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4560)، ومسلم رقم (675).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد