×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 الدعوة والإرشاد، فالرسول صلى الله عليه وسلم يهدي، بمعنى أنه يدعو ويرشد، كذلك الدعاة يهدون الناس، قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة: 24]، فالهداية هدايتان: هداية الدلالة والإرشاد، وهذه يملكها الإنسان، وهداية التوفيق، وهذه لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى. ولما اشتد أذى الكفار والمشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، دعا عليهم وقال: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»، فأنزل الله قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ [آل عمران: 128].

([1])». وقد تاب الله على بعضهم فأسلموا وحسُن إسلامهم.

قوله: «وَهَذَا تَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ...»، مع هذا قال الله له: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ، فالأمر كله بيد الله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4560)، ومسلم رقم (675).