قوله تعالى: ﴿فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ﴾ [المائدة: 44]، الخشية من أنواع العبادة، ولا يجوز أن تكون إلا لله سبحانه وتعالى. ﴿وَلَا تَشۡتَرُواْ بَِٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗاۚ﴾ [البقرة: 41] أي: لا تكتموا العلم الذي أنزله الله لهداية الناس من أجل طمعٍ أو خشيةٍ من أحدٍ، بل بينوا؛ لأن هذا من الأمانة؛ قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ﴾ [آل عمران: 187]، فإذا ترك الإنسان البلاغ من أجل طمع من مطامع الدنيا، فقد باع كتاب الله، واشترى به ثمنًا قليلاً والعياذ بالله؛ أما إذا ترك ذلك لمصلحة راجحة كما لو خشي على نفسه من القتل أو الضرر البالغ، فهو معذور في هذا، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَان» ([1])، فإذا كان تركه ذلك من أجل دفع ضرر أكثر، فهو مرخص له ذلك؛ أما إذا كان تركه من أجل طمع الدنيا، وليس عليه خوف، وإنما يخشى ذهاب وظيفته ورياسته، وأن تنزل درجته عند الناس، فهذا قد اشترى بآيات الله ثمنًا قليلاً، والعياذ بالله.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد