وقال الله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [النور: 52]
فَجَعَلَ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَجَعَلَ الْخَشْيَةَ وَالتَّقْوَى لِلَّهِ وَحْدَهُ،
فَلاَ يَخْشَى إلاَّ اللَّهَ وَلاَ يَتَّقِي إلاَّ اللَّهَ.
وقال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ
وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُواْ بَِٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗاۚ﴾ [المائدة: 44].
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿وَمَن
يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ مرت هذه الآية وذكرنا أن الطاعة مشتركة بين الله
والرسول؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بأمر الله، ﴿وَيَخۡشَ ٱللَّهَ﴾، أفرد الله
بالخشية، ولم يقل: ويخش الله والرسول. ﴿وَيَتَّقۡهِ﴾ [النور: 52].
كذلك أفرد الله
بالتقوى، ولم يقل: ويتقه ويتقى الرسول، فهناك حق مشترك، وهناك حق خاص بالله سبحانه
وتعالى، وهذا كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ﴾، تأمل الإيتاء يكون
من الله ومن الرسول، وهو إعطاء المال، فيكون من الله رزقًا، ويكون من الرسول صلى
الله عليه وسلم قسمة، ﴿وَقَالُواْ
حَسۡبُنَا ٱللَّهُ﴾، ما قالوا: حسبنا الله والرسول؛ لأن الحسب - وهو الكافي
- هو الله جل وعلا، ﴿سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ
مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ﴾، فجمعوا بين الله والرسول في الإيتاء، وهو الإعطاء من
المال، ﴿إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ
رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 59]، ما قالوا: إنا إلى الله والرسول راغبون؛
لأن الرغب نوع من أنواع العبادة، ولا يجوز إلا لله سبحانه وتعالى، فانظر كيف فرقوا
بين الحق الخاص لله، والحق المشترك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد