الصحابة رضي الله عنهم لما نزلت هذه الآية فهموا منها ظلم العبد نفسه
بالمعاصي، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه يا رسول الله؟ شقتْ عليهم الآية، فما منا من
أحد يخلو من معصيةٍ أو مخالفة، والله جل وعلا قال: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ﴾ شرط، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ﴾ [الأنعام: 82]،
فمفهوم الآية أن من لبس إيمانه بظلمٍ ليس له أمان، فخافوا عند ذلك.
ففسر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الآية أن المراد بالآية ظلم الشرك، وهو الذي لا يُغفر، ولا أمان معه، قال: «إنَّمَا ذَاكَ الشِّرْكُ»، وليس بالذي تعنون: «كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ» أي: لقمان: ﴿يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13] ([1])، فهو المراد في هذه الآية، وعند ذلك فرح المسلمون بذلك، وخف عنهم ما يجدونه من الخوف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد