×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

فلا تخف إلا من الله جل وعلا، والمراد بالخوف هنا: خوف العبادة، أما الخوف الطبيعي، كأن تخاف من البرد، أو السبع، أو الشوك، أو تخاف أن يبطش بك عدو، فهذا خوف طبيعي ليس معه ذل وانقياد وخضوع المخلوق، تتوقاه بالأسباب النافعة، ليس هو خوف العبادة، إنما الخوف الذي هو من أنواع العبادة هو الذي لا يجوز أن يُخاف إلا الله سبحانه وتعالى، فلا تخف من الأصنام، ولا من الأوثان، ولا من القبور، ولا تخف إلا من الله سبحانه وتعالى.

قوله تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ [التوبة: 59] سبق بيان معنى هذه الآية، وأن فيها ما هو مشترك، وما هو خاص بالله.

قوله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7]. دل على أن الرسول يؤتي من المال ويعطي بأمر الله سبحانه وتعالى؛ لأنه قاسم صلى الله عليه وسلم، والله هو المعطي سبحانه وتعالى.

قوله: «مَعَ جَعْلِهِ الْفَضْلَ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالرَّغْبَةَ إلَى اللَّهِ وَحْدَهُ»، وذلك في قوله: ﴿سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ [التوبة: 59]، ولم يقل: من فضله وفضل رسوله.


الشرح