السابق، قال: «أَتَدْرِي مَا حَقُّ
اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1]). فلا يشرك مع الله
في حقه أحدًا. وللرسول صلى الله عليه وسلم حق بعد حق الله؛ وذلك بالإقرار برسالته،
واتباعه، ومحبته، وطاعته، وتصديقه صلى الله عليه وسلم، والصلاة والسلام عليه من
حقه علينا، وليس له حق مع الله في العبادة، أو يشرك مع الله في العبادة، ولهذا
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
لله حق ليس لخلقه |
ولعبده حق هُمَا
حَقَّان |
لا تجعلوا الحقين
حقًّا واحدًا |
من غير تمييز ولا
فرقان |
فالله جل وعلا له حق،
والرسول صلى الله عليه وسلم له حق، ولا يجوز أن يخلط حق الرسول مع حق الله سبحانه
وتعالى، وكذلك للمخلوقين حق عليك بأن تحسن إليهم، وتناصحهم، وتعينهم إذا احتاجوا،
وتصلح بينهم، وتأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر، وتعلمهم العلم النافع، هذا من
حق المخلوقين عليك، ولا يجوز خلط هذه الحقوق.
قوله: «وَمِنْ عِبَادَتِهِ تعالى أَنْ يُخْلِصُوا لَهُ الدِّينَ»، العبادة التي هي حق لله من أنواعها: التوكل، والرغبة، والرهبة، والخوف، والرجاء، والدعاء، والعبادة أنواع كثيرة كلها لا يجوز أن يصرف منها شيء من غير الله سبحانه وتعالى، فالعبادة التي في القلوب كالخوف، والرجاء، والرغبة، والرهبة، والتوكل، والعبادة التي على الجوارح كـ: الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والعبادة التي على اللسان كـ: ذكر الله، والتسبيح، والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وكذلك العبادة المالية كالزكاة، وسائر الصدقات، والإنفاق في سبيل الله،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد