أي: مهلكها، ﴿عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن
لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف: 6] والرسول
صلى الله عليه وسلم كان يحزنه مَن لم يؤمن؛ حرصًا على الخلق ورأفة بهم، وكاد يهلك
نفسه بطريق ذلك، فالله طمأنه.
فالهداية بيد الله
جل وعلا، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك إلا الدلالة والإرشاد، والله هو الذي
يعلم من يستحق الهداية ومن لا يستحقها، فهو حكيم عليم يضع الهداية في موضعها، ويضع
الغواية والضلالة في موضعها سبحانه وتعالى.
قال: ﴿إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ
هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّۖ﴾ [النحل: 37]، فلا
تحزن عليهم، الله أعلم لو كانوا يستحقون الهداية لهداهم، ولكن الله علم أنهم لا
يستحقون الهداية، ولا يرغبون فيها، بل يؤثرون الكفر، فحرمهم من الهداية.
الصفحة 3 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد