قال
تعالى: ﴿وَمَن
لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المائدة: 44]،
وقال جل وعلا: ﴿وَمَن لَّمۡ
يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [المائدة: 45]،
وقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَن لَّمۡ
يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [المائدة: 47]،
ثلاثة أوصاف؛ لأن الحكم بغير ما أنزل الله له درجات: يكون كفرًا، وظلمًا، وفسقًا.
قوله: «وَكَانَ حُكْمُهُ مَنْقُوضًا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ». لا يجوز إمضاء هذا الحكم؛ لأنه حكم ظالم مخالف لما أنزل الله جل وعلا، فإن ما أنزل الله مساعدة لدعاة التوحيد والناهين عن الشرك، لا منعهم وظلمهم ومعاقبتهم، هذا من فعل فرعون: ﴿قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ﴾ [الشعراء: 29]، يتهدده؛ لأنه ما عنده حجة إلا القوة فقط لما أفحمه بالحجة قال: ﴿لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ﴾ قوله: «وَكَانَ إلَى أَنْ يُسْتَتَابَ مِنْ هَذَا الْحُكْمِ وَيُعَاقَبَ عَلَيْهِ أَحْوَجَ مِنْهُ إلَى أَنْ يُنَفَّذَ لَهُ هَذَا الْحُكْمُ وَيُعَانَ عَلَيْهِ». من حكم بهذا فإنه ينقض حكمه؛ لأنه مخالف لكتاب الله، فإذا حكم على دعاة التوحيد بالعقوبة، فهذا حكم جائر ظالم يجب نقضه وعدم تنفيذه.
الصفحة 13 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد