وهؤلاء يقولون: نحن لا
نعبدهم، وإنما نتخذهم شفعاء عند الله، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، ويستغيثون بهم،
ويعبدونهم، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله. بل هذا شرك، والشفاعة مفصلة في
الكتاب والسنة، وسيبينها الشيخ رحمه الله.
قوله: «وَبَعْدَ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ فِي
الشَّفَاعَةِ»، النبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنه يشفع، وهو أعظم الشفعاء
صلى الله عليه وسلم، فيشفع للخلائق كلهم يوم القيامة الشفاعة العظمى التي يتأخر
عنها أولو العزم، ويتقدم لها هو صلى الله عليه وسلم، ويكرمه الله جل وعلا بقبول
شفاعته؛ إظهارًا لشرفه على الخلق؛ كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ
فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا
مَّحۡمُودٗا﴾ [الإسراء: 79] المقام المحمود: هو الشفاعة العظمى؛ لأنه
يحمده عليه الأولون والآخرون، هذا النوع الأول من الشفاعة: الشفاعة في أهل الموقف.
والناس في الشفاعة
على طرفي نقيض: منهم من يغلو في الشفاعة، ويثبتها للأموات والأضرحة، ويطلب منهم
الشفاعة، هذا غلو في إثبات الشفاعة، ومنهم من ينفيها نهائيًّا، كالمعتزلة،
والجهمية -كما سيأتي- ينفون الشفاعة إلا الشفاعة العظمى فيقرون بها، أما الشفاعة
في أهل الذنوب والمعاصي فينفونها، ويقولون: أبدًا ما في الشفاعة. والوسط هم الذين
يثبتون الشفاعة بموجب ما جاء في الكتاب والسنة بشرطيها: إذن الله للشافع أن يشفع،
ورضاه عن المشفوع فيه.
قوله: «وَاسْتَفَاضَتْ بِهِ السُّنَنُ مِنْ أَنَّهُ يَشْفَعُ لأَِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِهِ، وَيَشْفَعُ أَيْضًا لِعُمُومِ الْخَلقِ». هذه هي الشفاعة التي أنكرها المبتدعة من المعتزلة، ومن أخذ بقولهم، ويقولون: أهل الكبائر ليس فيهم شفاعة؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد