وهذا فيه أنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، وعرفنا وجه ذلك، وفيه إنكار
المنكر، وتعليم الجاهل إذا وقع في شيء يحتاج إلى تعليم وتنبيه.
قوله: «وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ مَعْنَى
الاِسْتِشْفَاعِ بِالشَّخْصِ - فِي كَلاَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَأَصْحَابِهِ - هُوَ اسْتِشْفَاعٌ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ»، هذا الرجل جاء
بكلمتين: إحداهما حق، وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم عليها، وهي قوله: «إنَّا نَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ»،
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يشفع عند الله.
والثانية باطلة، وهي
الاستشفاع بالله عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فالله لا يستشفع به عند أحد من
خلقه، وهذا هو الذي أنكره النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَاللَّهُ تعالى لاَ يَسْأَلُ أَحَدًا مِنْ
عِبَادِهِ أَنْ يَقْضِيَ حَوَائِجَ خَلْقِهِ». الله جل وعلا لا يتوسط عند أحد
من خلقه في قضاء حاجة مخلوق؛ وإنما العكس هو الصحيح أن يستشفع بالمخلوق عند الله
جل وعلا في قضاء حاجة العبد؛ لأن هذا فيه افتقار إلى الله سبحانه وتعالى، وفيه
دعاء لله، وفيه نفع للمخلوق، فهذا حق، ولكن العكس باطل وفيه تنقص لله جل وعلا، وهو
الاستشفاع بالله عند أحد من خلقه.
والله جل وعلا لا
يسأل أحدًا من عباده أن يقضي حوائج خلقه؛ لأن السائل أقل من المسئول، فإذا طلب من
الله أن يشفع عند عبدٍ من عباده، فهذا فيه تنقص لله سبحانه وتعالى.
قوله: «شَفِيعِي إلَيْكَ اللَّهُ لاَ رَبَّ
غَيْرَهُ...». هذا من جنس قول السائل للرسول صلى الله عليه وسلم: «وَنَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْك»،
فجعل الله شفيعًا إلى المخلوق.
قوله: «وَلَيْسَ إلَى رَدِّ الشَّفِيعِ سَبِيلُ»
أي: أن المشفوع عنده يقضي حاجة المشفوع فيه ولا يرده.
الصفحة 4 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد