أطاعوا الله ورسوله فيه،
ولا يطاعون فيما خالفوا فيه، حتى ولو كان ذلك عن اجتهاد منهم أو عن تعمد، ما دام
خالفوا أمر الله ورسوله فإنهم لا يطاعون في ذلك ولو كانوا مجتهدين مخطئين.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ
وَالطَّاعَةُ فِي عُسْرِهِ وَيُسْرِهِ، وَمَنْشَطِهِ وَمَكْرَهِهِ» أي: فيما
يوافق هواه، وفيما لا يوافق هواه «فِي
عُسْرِهِ وَيُسْرِهِ» ليس من الذين يطيعون إذا كان لهم طمع، قال تعالى: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ
فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ
مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ﴾ [التوبة: 58] فالمؤمن يطيع الله ورسوله، ولو لم توافق
هواه ورغبته؛ لما في ذلك من المصلحة له عاجلاً وأجلاً، أمَّا الذي لا يطيع إلا
فيما يوافق هواه ورغبته وطمعه، فهذا منافق.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةِ
اللَّهِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ»،
لكن ليس معنى هذا أن تخلع يد الطاعة من ولي الأمر إذا صدر منه خطأ ومعصية، لكن لا
يطاع في هذه المعصية وفي هذا الأمر، أما في بقية الأمور التي ليس فيها مخالفة
فيطاع فيها، ولا تنخلع بيعته أو طاعته.
قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ»، هذه عامة، لا طاعة لمخلوق كائنًا مَن كان في معصية الخالق، فمَن عدا الرسل فإنهم ليسوا معصومين، ويحصل منهم معاص، فلا طاعة لهم في المعاصي؛ أمَّا الرسل فلا يتصور في حقهم المعصية في الأمر؛ لأنهم مبلِّغون عن الله معصومون.
الصفحة 5 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد