وَأُولُو الأَْمْرِ مِنْ
أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ الإِْمَارَةِ إنَّمَا تَجِبُ طَاعَتُهُمْ إذَا أَمَرُوا
بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ قَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «عَلَى
الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي عُسْرِهِ وَيُسْرِهِ،
وَمَنْشَطِهِ وَمَكْرَهِهِ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِذَا
أُمِرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» ([2]).
****
الشرح
قوله: «وَأُولُو الأَْمْرِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَأَهْلِ الإِْمَارَةِ». المراد بأولي الأمر: الأمراء والعلماء، فالعلماء من
أولي الأمر؛ لأنهم يعلمون أو يفقهون ما يشرع وما لا يشرع، وما يجوز وما لا يجوز،
يعرفون أحكام الله وأحكام رسوله، فهم أولو الأمر في العلم، وكذلك أولي الأمر
الأمراء؛ لأنهم أولو الأمر في السياسة والتنفيذ، فتجب طاعة الصنفين: العلماء، والأمراء،
وهذا يشمله قوله تعالى: ﴿وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59] أي: من علمائكم وأمرائكم.
قوله: «إنَّمَا تَجِبُ طَاعَتُهُمْ إذَا أَمَرُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» لأنهم ليسوا بمعصومين، وإنما جائز عليهم الخطأ، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز عليه الخطأ فيما يبلغ عن الله، فأولي الأمر يمكن أن يكون لهم هوى أو رغبة؛ أما الرسول صلى الله عليه وسلم فليس كذلك، ليس له هوى ولا رغبة لنفسه. هذا الفرق بين طاعة الرسول وطاعة أولي الأمر من العلماء والأمراء، فالرسول يطاع مطلقًا، وأولو الأمر من العلماء والأمراء يطاعون فيما
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7144)، ومسلم رقم (1839) واللفظ له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد