قوله: «وَإِنْ كَانَ عَظِيمًا»، مثلما شفع الرسول صلى الله عليه وسلم عند بريرة وما قبلتْ شفاعته؛ لأنه لا يلزمها ذلك. قوله: «وَالْخَالِقُ جَلَّ جَلاَلُهُ أَمْرُهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ شَافِعًا إلَى مَخْلُوقٍ». هذا رجوع إلى الحديث: «وَنَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْك».
قوله: «بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ أَعْلَى شَأْنًا مِنْ أَنْ يَشْفَعَ أَحَدٌ عِنْدَهُ إلاَّ بِإِذْنِهِ». الله سبحانه وتعالى لعظمته لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ أي: لا أحد، ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]، حتى الرسل والملائكة لا يشفعون إلا بإذنه سبحانه، ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾ [الأنبياء: 28]، فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما يتقدم للشفاعة في الخلق في الموقف لا يشفع إلا بعد أن يؤذن له، فيأتي ويخر ساجدًا بين يدي ربه، ويدعو ويتضرع، حتى يقال له: «ارْفَعْ رَأْسَك، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([1]). ثم يشفع صلى الله عليه وسلم بعد أن يأذن الله له، وهو أفضل الخلق على الإطلاق، ومع هذا لم يشفع إلا بعد الإذن، وهذا كما في قوله تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي﴾ أي: لا أحد ﴿يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]، وذلك لعظمته سبحانه؛ أمَّا المخلوق فيشفع عنده ولو لم يأذن، بل قد يكره أن أحدًا يشفع عنده، لكن يشفعون عنده ولو لم يأذن ولو كان يكره، فهذا فرق بين الخالق والمخلوق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4476)، ومسلم رقم (193).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد