قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ ٢٩﴾ [الأنبياء: 26- 29].
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ﴾ أي: المشركون وعبدة الأوثان: ﴿ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ﴾ أي: الملائكة، فالملائكة عندهم بنات الله، والبنت تسمى ولدًا؛ لأن لفظ الولد يطلق على الذكر والأنثى، ﴿سُبۡحَٰنَهُۥۚ﴾ نزه نفسه عن قولهم وعن اتخاذه الولد؛ لأن الولد يشبه الوالد، والله لا يشبه أحدًا، والولد جزء من الوالد، والله ليس له جزء من خلقه - تعالى الله عن ذلك - قال تبارك وتعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ﴾ [الزخرف: 15] أي: ولدًا؛ لأن الولد جزء من الوالد، والله منزَّه عن ذلك.
ثم قال تعالى: ﴿بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ﴾، فهم ليسوا أولاد لله، وإنما هم عباد من عباد الله مكرمون عند الله ويتأدبون مع الله، والله جل وعلا يتفضل على من يشاء من خلقه، ﴿لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27]. إذا أمرهم بادروا بالامتثال، ولا يقولون لله: قلْ كذا، أو يشيرون على الله أن يفعل كذا، فهذا لا يستطيعه أحد من الخلق، ولا الملائكة؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ﴾ [الحجرات: 1]، لا تقترح على الله أن يفعل كذا، ولا تشر عليه أن يفعل كذا، إنما المخلوق هو مَن يشار عليه ويناصح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد