قوله: «وَأَنَّهُ
لاَ يُخَلَّدُ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الإِْيمَانِ أَحَدٌ»، من دخل النار
بمعاصيه وعنده إيمان لا يخلد فيها، بل يخرج منها ويدخل الجنة، وهذا فيه أدلة
كثيرة، إنما يخلد في النار الكافر والمشرك؛ أمَّا المؤمن إذا دخلها بمعصيته فلا
يخلد فيها، بل يخرج منها.
قوله: «بَلْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ»،
حتى لو كان إيمانه ضعيفًا فإنه يخرج من النار، ولا يخلد فيها، وفيه دليل على أن
الإيمان يزيد وينقص حتى يصير مثل الذرة ومثل الخردلة.
قوله: «لَكِنَّ هَذَا الاِسْتِسْقَاءَ وَالاِسْتِشْفَاعَ وَالتَّوَسُّلَ بِهِ وَبِغَيْرِهِ كَانَ يَكُونُ فِي حَيَاتِهِ»، هذا الاستسقاء، وهو أن يطلب من العبد الصالح أن يدعو الله للمسلمين بالغيث، هذا سائغ جائز، فعلوه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، طلبوا منه أن يستسقي لهم، ولما مات طلبوا من عمه العباس رضي الله عنه أن يدعو لهم بالسقيا، وفعله معاوية رضي الله عنه لما طلب من زيد بن الأسود الجرشي أن يدعو الله لهم، فيطلب من أهل الصلاح أن يدعوا للمسلمين بالغيث، فيقدَّموا في الدعاء ويؤمِّن الحاضرون على دعائهم؛ لأن هذا أرجى لقبول الدعاء، وهذا شيء ثابت بالأحاديث الصحيحة، ولا يكون إلا في حياة الداعي لا بعد موته، فلا يذهبون إلى القبر ويقولون للميت: ادع اللهَ أن يسقينا؛ لأنَّ الصحابة رضي الله عنهم ما ذهبوا إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بما يجوز وما يمنع؛ ما ذهبوا إلى قبره صلى الله عليه وسلم مع أنه أفضل الخلق، وإنما عدلوا إلى عمه العباس رضي الله عنه، فعدلوا من الفاضل إلى المفضول؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ميت، والمفضول حي حاضر قادر على الدعاء، ففرق بين الحي والميت؛ لأن الحي يقدر على
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد