المخلوق، وإنما السؤال بدعائه لا بأس به في حياته، وفي حضوره أيضًا، فقد
يكون حيًّا ولكنه غير حاضر، ولا يسمع طلبنا منه، فلا يجوز سؤاله الدعاء؛ لأن
الغائب مثل الميت، فلا يجوز أن يطلب منه ويستنجد به وهو غائب.
قوله: «بَلْ عَدَلُوا إلَى الْبَدَلِ كَالْعَبَّاسِ
وكيزيد»، عدولهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العباس رضي الله عنه أو
يزيد ابن الأسود، دليل على الفرق بين الحي والميت، فالميت لا يطلب منه شيء، ولو
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أمَّا الحي فيطلب منه؛ لأنه يستطيع أن يدعو
الله، ويسأل الله، وهم يؤمنون على دعائه، والصحابة رضي الله عنهم هم أفقه الأمة
وأعلم الأمة، لا سيما إذا كانوا ولاة الأمور، مثل: عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعملوا هذا العمل فدل على أن الميت لا يطلب
منه شيء، إنما يطلب من الحي الدعاء والسؤال؛ لأنه مظنة الإجابة إذا كان له فضل
وصلاح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد