وَقَدْ قَالَ عُمَرُ:
اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا
نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. فَجَعَلُوا هَذَا بَدَلاً
عَنْ ذَلِكَ لَمَّا تَعَذَّرَ أَنْ يَتَوَسَّلُوا بِهِ عَلَى الْوَجْهِ
الْمَشْرُوعِ الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ، وَقَدْ كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ
يَأْتُوا إلَى قَبْرِهِ فَيَتَوَسَّلُوا بِهِ وَيَقُولُوا فِي دُعَائِهِمْ فِي
الصَّحْرَاءِ بِالْجَاهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الأَْلْفَاظِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ
الْقَسَمَ بِمَخْلُوقٍ عَلَى اللَّهِ عز وجل أَوِ السُّؤَالِ بِهِ؛ فَيَقُولُونَ:
نَسْأَلُكَ، أَوْ نُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّك أَوْ بِجَاهِ نَبِيِّك، وَنَحْوِ
ذَلِكَ مِمَّا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ.
****
الشرح
قوله: «وَقَدْ قَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إنَّا
كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ
إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» أي: نتوسل بدعائه، فلو كان المقصود
أنهم كانوا يتوسلون بذات النبي صلى الله عليه وسلم ما كان هناك فرق بين حياته
وموته، لكن الفرق إنما يكون في الدعاء، فالحي يستطيع أن يدعو، أمَّا الميت فلا
يستطيع أن يدعو.
قوله: «فَجَعَلُوا هَذَا بَدَلاً عَنْ ذَلِكَ
لَمَّا تَعَذَّرَ أَنْ يَتَوَسَّلُوا بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ الَّذِي
كَانُوا يَفْعَلُونَهُ»، جعلوا الحي بدلاً عن الميت، وإن كان الميت أفضل من
الحي؛ لأن الحي يقدر على الدعاء والسؤال، أما الميت فلا يقدر على شيء من ذلك، ولو
كان المقصود التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك فرق بين حياته
وموته؛ لأن ذاته موجودة صلى الله عليه وسلم، لكن المقصود الدعاء.
قوله: «وَقَدْ كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ
يَأْتُوا إلَى قَبْرِهِ فَيَتَوَسَّلُوا بِهِ...»، لو كان السؤال بذات النبي
صلى الله عليه وسلم جائزًا لما عدل عنه أفضل الأمة وهم الصحابة رضي الله عنهم، مع
أنه ليس بينهم وبينه إلا أمتار، يصلون في المصلى،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد