×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 والمصلى قريب من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم عند مسجد الغمامة، ليس بينه وبين قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا مسافة يسيرة، فلو كان التوسل بذات الرسول صلى الله عليه وسلم جائزًا لجاءوا إلى قبره وسألوا اللهَ به، لكن هذا لا يجوز؛ لأنه إقسام وحلف على الله جل وعلا، والحلف بالمخلوق لا يجوز بين الناس، فكيف يجوز الحلف بالمخلوق على الله جل وعلا ؟ وكذلك لم يكونوا يسألون بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فكيف يسألون به بعد موته؟! وهذا كثيرًا ما يأتي على ألسنة الجهال والمخرفين، فالسؤال بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة، والحديث الذي يروى فيه كذب، وسيأتي بيان هذا، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم له جاه عند الله، وموسى عليه السلام كان عند الله وجيهًا، وعيسى عليه السلام وجيه في الدنيا والآخرة، فلهم جاه عليهم الصلاة والسلام؛ لكن لا يسأل بجاههم؛ لأن هذا شيء لم يشرعه الله ولا رسوله، ولا ورد في الكتاب ولا في السُّنة.


الشرح