الصحابة رضي الله عنهم،
وهم أعلم الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نمشي على منهج الصحابة رضي
الله عنهم، قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ
مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100]، فلا
نحدث شيئًا لم يفعله صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «دَلَّ عُدُولُهُمْ عَنِ التَّوَسُّلِ
بِالأَْفْضَلِ إلَى التَّوَسُّلِ بِالْمَفْضُولِ أَنَّ التَّوَسُّلَ الْمَشْرُوعَ
بِالأَْفْضَلِ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا»؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يطلب
منه شيء بعد موته؛ فضلاً عن غيره من الأموات.
قال صلى الله عليه
وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي
وَثَنًا وَعِيدًا...»، كيف يكون وثنًا ويعبد؟ إذا اعتيد الدعاء عنده وطلب
الشفاعة، والتردد عليه، صار وثنًا يُتبرك به، ويستغاث به، ويطلب منه المدد. فهذا
في قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف بقبر غيره؟!
وقد استجاب الله جل
وعلا دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم، فحمى قبره من أن يوصل إليه، أو يرى، أو يدخل
أحد عليه، ولهذا قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
فأجاب رب العالمين
دعاءه |
وأحاطه بثلاثة
الجدران |
حتى غدت أرجاؤه
بدعائه |
في عزةٍ وحماية
وصيان |
الحاصل: أن الله جل
وعلا استجاب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، فحمى قبره، ولذلك لم يدفن في البقيع
صلى الله عليه وسلم كما دفن أصحابه، وإنما دفن في بيته حماية له أن يفعل عنده ما
يفعل عند القبور من الاستغاثة والدعاء؛ لأن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ليس
كقبر غيره، لو أبرز لتقاتل الناسُ عنده، ولكن الله حماه وصانه، وصار دونه جدران لا
يراه أحدٌ، صلى الله عليه وسلم.
وقوله: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد