×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَيَظُنُّونَ أَنَّ التَّوَسُّلَ بِهِ لاَ يَحْتَاجُ إلَى أَنْ يَدْعُوَ هُوَ لَهُمْ وَلاَ إلَى أَنْ يُطِيعُوهُ، فَسَوَاءٌ عِنْدَ هَؤُلاَءِ دَعَا الرَّسُولُ لَهُمْ أَوْ لَمْ يَدْعُ الْجَمِيعُ عِنْدَهُمْ تَوَسَّلَ بِهِ، وَسَوَاءٌ أَطَاعُوهُ أَوْ لَمْ يُطِيعُوهُ، وَيَظُنُّونَ أَنَّ اللَّهَ تعالى يَقْضِي حَاجَةَ هَذَا الَّذِي تَوَسَّلَ بِهِ بِزَعْمِهِمْ وَلَمْ يَدْعُ لَهُ الرَّسُولُ كَمَا يَقْضِي حَاجَةَ هَذَا الَّذِي تَوَسَّلَ بِدُعَائِهِ وَدَعَا لَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم؛ إذْ كِلاَهُمَا مُتَوَسِّلٌ بِهِ عِنْدَهُمْ، وَيَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ تعالى بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ تَوَسَّلَ بِهِ، كَمَا تَوَسَّلَ بِهِ ذَلِكَ الأَْعْمَى، وَأَنَّ مَا أُمِرَ بِهِ الأَْعْمَى مَشْرُوعٌ لَهُمْ. وَقَوْلُ هَؤُلاَءِ بَاطِلٌ شَرْعًا وَقَدْرًا، فَلاَ هُمْ مُوَافِقُونَ لِشَرْعِ اللَّهِ، وَلاَ مَا يَقُولُونَهُ مُطَابِقٌ لِخَلْقِ اللَّهِ.

****

الشرح

قوله: «وَيَظُنُّونَ أَنَّ التَّوَسُّلَ بِهِ لاَ يَحْتَاجُ إلَى أَنْ يَدْعُوَ هُوَ لَهُمْ وَلاَ إلَى أَنْ يُطِيعُوه». هذا بخلاف الحديث الصريح: «ادع الله لي أن يرد عليَّ بصري»، «ادع الله أن يغيثنا»، «ادع الله أن يمسكها عنا» لما كثر المطر. كل الأحاديث فيها طلب الدعاء، وليس فيها أنهم توسلوا بذات النبي صلى الله عليه وسلم، لكن صاحب الهوى لا تستطيع أن ترده عن هواه، أما الذي يريد الحق لكنه غلط وأخطأ، فهذا يمكن إذا بينت أن يتراجع، لكن الإنسان الذي له هوى لا تستطيع أبدًا أن ترده عن هواه، وهؤلاء أصحاب الهوى، لا يطلبون الحق، وإنما يطلبون اتباع أهوائهم، ومع الأسف يحاولون الاحتجاج بالأحاديث، وهي لا تدل على ما يريدون، هم يريدون أن يعسفوا الأحاديث ويلووا أعناقها لمطلوبهم، وهي لا تجيبهم أبدًا.

قوله: «وَيَظُنُّونَ أَنَّ التَّوَسُّلَ بِهِ لاَ يَحْتَاجُ إلَى أَنْ يَدْعُوَ هُوَ لَهُمْ وَلاَ إلَى أَنْ يُطِيعُوهُ». فالذين قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: ادع الله لنا. صاروا مخطئين على هذا الكلام، فأصحاب هذا الكلام يغلطون الصحابة رضي الله عنهم.


الشرح