ومِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُونَ: هَذِهِ قَضِيَّةُ عَيْنٍ يَثْبُتُ الْحُكْمُ فِي نَظَائِرِهَا الَّتِي
تُشْبِهُهَا فِي مَنَاطِ الْحُكْمِ، لاَ يَثْبُتُ الْحُكْمُ بِهَا فِيمَا هُوَ
مُخَالِفٌ لَهَا لاَ مُمَاثِلٌ لَهَا.
وَالْفَرْقُ
ثَابِتٌ شَرْعًا وَقَدْرًا بَيْنَ مَنْ دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
وَبَيْنَ مَنْ لَمْ يَدْعُ لَهُ، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ أَحَدُهُمَا
كَالآْخَرِ. وَهَذَا الأَْعْمَى شَفَعَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
فَلِهَذَا قَالَ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ»، فَعُلِمَ أَنَّهُ
شَفِيعٌ فِيهِ، وَلَفْظُهُ: «إنْ شِئْت صَبَرْت، وَإِنْ شِئْت دَعَوْتُ لَكَ»،
فَقَالَ: اُدْعُ لِي. فَهُوَ طَلَبَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ
يَدْعُوَ لَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ
وَيَدْعُوَ هُوَ أَيْضًا لِنَفْسِهِ وَيَقُولَ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ
فَشَفِّعْهُ فِيَّ»، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: «أَسْأَلُك
وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ» أَيْ: بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ.
****
الشرح
قوله: «ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: هَذِهِ
قَضِيَّةُ عَيْنٍ يَثْبُتُ الْحُكْمُ فِي نَظَائِرِهَا الَّتِي تُشْبِهُهَا فِي
مَنَاطِ الْحُكْمِ». لجئوا إلى القياس لما أفلسوا من النص، وأنه لا دليل على
طلب الدعاء من الأموات، فقالوا: كما أنه يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم حال
حياته يطلب حال موته، وهذا قياس باطل؛ لأن هناك فرقًا بين الحياة والموت، ولأن
الصحابة رضي الله عنهم ما فهموا أنه يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ميت،
كما كان يطلب منه وهو حي، فقياس الحي بالميت قياس باطل.
قوله: «لاَ يَثْبُتُ الْحُكْمُ بِهَا فِيمَا هُوَ مُخَالِفٌ لَهَا» أي: من باب الحياة، يقيسون الحياة على الموت، وهذا قياس مع الفارق، فهو باطل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد