حَتَّى قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرِ لَمَّا اسْتَأْذَنَهُ فِي الْعُمْرَةِ: «لاَ
تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِك» ([1]). إنْ صَحَّ الْحَدِيثُ
وَحَتَّى أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْلُبَ مِنْ أُوَيْسٍ
القرني أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِلطَّالِبِ ([2])، وَإِنْ كَانَ الطَّالِبُ
أَفْضَلَ مِنْ أُوَيْسٍ بِكَثِيرٍ.
وَقَدْ قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «إذَا سَمِعْتُمُ
الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ
مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا
اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي
إلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ
الْعَبْدَ، فَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ شَفَاعَتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» ([3]).
****
الشرح
قوله صلى الله عليه
وسلم: «لاَ تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ
دُعَائِك» فيه دليل على أن طلب الدعاء من الحي مستحب أو مشروع، أو قل: مباح؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله وطلبه من عمر رضي الله عنه، لكن هذا يحتاج إلى
صحة هذا الحديث، فإذا صح فلا إشكال فيه، وإن كان الذي طلب أفضل من المطلوب منه.
قوله: «وَحَتَّى أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْلُبَ مِنْ أُوَيْسٍ القرني أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِلطَّالِبِ، وَإِنْ كَانَ الطَّالِبُ أَفْضَلَ مِنْ أُوَيْسٍ بِكَثِيرٍ». أويس القرني من الصالحين من أهل اليمن، أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر عن علاماته التي يُعرف بها، وقال لعمر: «فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ»،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1498)، وأحمد رقم (24183)، والبيهقي في الكبرى رقم (10315).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد