وكان عمر رضي الله عنه إذا أتي عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن
عامر؟ حتى أتي على أويس فقال: أنت أويس ابن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد، ثم من
قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك
والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ
مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ
بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا
بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ
يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ»، فاستغفرْ لي، فاستغفرَ له ([1]).
فعمر رضي الله عنه أفضل من أويس بلا شك، فدل على أن طلب الفاضل الدعاء من المفضول لا بأس به، وأن طلب الدعاء من الحي جائز مطلقًا من الفاضل والمفضول، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من عمر رضي الله عنه أن يدعو له، وطلب منا أن ندعو له بالوسيلة والفضيلة كما يأتي، فهذا لا بأس به من الحي ولا إشكال فيه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2542).
الصفحة 3 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد