قوله: «بِخِلاَفِ
الْوَالِدَيْنِ، فَلَيْسَ كُلُّ مَا عَمِلَهُ الْمُسْلِمُ مِنَ الْخَيْرِ يَكُونُ
لِوَالِدَيْهِ مِثْلُ أَجْرِهِ»؛ بخلاف غير الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه
بحاجة أن تهدي له ثواب الصدقة، وثواب الحج، وثواب العمرة، وأن تدعو له بالمغفرة.
قوله تعالى: ﴿فَإِذَا
فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ﴾، إذا فرغت من أعمالك وأشغالك فانصب في العبادة
والذِّكْر، ولا تغفل عن ذِكْر الله، ﴿وَإِلَىٰ
رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾ تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر، أي: لا ترغب إلى
غيره، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة إلى أن يرغب إلى غير الله عز وجل.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ
سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ»، الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس على
أعمالهم، والحساب أنواع:
النوع الأول: حساب الكفار، فهم
يحاسبون حساب تقرير فقط، لا حساب موازنة الحسنات والسيئات؛ لأنهم ليس لهم حسنات،
فالكفر لا ينفع معه حسنة، لكنهم يقرون بأعمالهم، ثم يؤمر بهم إلى النار.
النوع الثاني: حساب العرض فقط،
وهو الحساب اليسير، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا
مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ ٧فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا ٨وَيَنقَلِبُ
إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا ٩﴾ [الانشقاق: 7- 9] هذا حساب العرض ليس مناقشة.
النوع الثالث: حساب المناقشة، وهذا صعب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نُوْقِشَ الحِسَاب عُذِّبَ» ([1]). وهناك من لا يحاسب، وهم الذين حققوا التوحيد؛ بمعنى: أنهم صفوا من الشرك والبدع والمعاصي، فهو توحيد خالص ليس معه شرك لا أكبر ولا أصغر، ليس معه ذنوب كبائر أو صغائر، ليس معه بدع ومحدثات، فهؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد