×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 أي: في البرزخ، والحياة في البرزخ غير الحياة على سطح الأرض، فيفرق بين هذا وهذا.

قوله: «وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلأَْحْيَاءِ» أي: على فرض أنهم يدعون وهم أموات وهم في القبور، فليس لنا أن ندعوهم.

قوله: «فَلَيْسَ لأَِحَدٍ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ»، وفي مقدمتهم الصحابة رضي الله عنهم، ما كانوا يذهبون إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليهم شيء يستفتونه، ما كانوا إذا تنازعوا يختصمون إليه ليحكم بينهم، ما كانوا إذا أجدبوا يذهبون إلى قبره ويقولون: ادع الله لنا؛ لعلمهم أن هذا لا يجوز، وهم أعلم الأمة بما يجوز وما لا يجوز.

قوله: «لأَِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ تعالى»، يقول: أنا ما دعوتهم، أنا طلبت منهم أن يدعو الله لي. نقول: هذا ما يجوز، هذا ما عمله السلف، هذه ناحية. ومن ناحية أخرى هذا وسيلة إلى الشرك، فإذا طلب منهم الدعاء في أول الأمر، ففي النهاية يعبدهم من دون الله، ويذبح وينذر لهم، وهذا هو الواقع الآن عند القبور، يذبحون للأموات، وينذرون لهم، ويطوفون بهم، ويستغيثون بالميت، يقولون: أغثنا يا فلان، يا حسن، يا حسين، يا عبد القادر، يهتفون بأسمائهم علانية، نسأل الله العافية.


الشرح