×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 مَعَ هَذَا فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَطْلُبَ ذَلِكَ مِنْهُمْ. وَكَذَلِكَ الأَْنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلأَْحْيَاءِ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ، فَلَيْسَ لأَِحَدٍ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ؛ لأَِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ تعالى.

****

الشرح

قوله: «مَعَ هَذَا فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَطْلُبَ ذَلِكَ مِنْهُمْ»، أن يطلب منهم المغفرة، وهم يطلبونها من الله.

قوله: «وَكَذَلِكَ الأَْنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ»، الموتى لا يطلب منهم شيء ولو كانوا أحياء في قبورهم؛ كما ذكر الله عن الشهداء: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ [آل عمران: 169]، ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ [البقرة: 154]، والرسل أعظم من الشهداء، وما جاء دليل على أن الرسل أحياء في قبورهم، إنما جاء هذا في الشهداء، لكن إذا كان الشهداء أحياء في قبورهم، فالرسل أولى أن يكونوا أحياء عليهم الصلاة والسلام، لكنها حياة برزخية أخروية ما هي مثل الحياة في الدنيا، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي في قبره لا يذهب الصحابة رضي الله عنهم إليه ويسألونه ويطلبون منه الدعاء.

وأيضًا: الشهداء الذين أخبر الله أنهم أحياء تتزوج نساؤهم وتقسم أموالهم، فيعاملون معاملة الأموات، لكنهم أحياء حياة برزخية، فهم من جهة الدنيا خرجت أرواحهم وماتوا، لكنهم شهداء عند الله في البرزخ،﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ [آل عمران: 169] ما قال أحياء فقط، بل قال:﴿عِندَ رَبِّهِمۡ


الشرح