×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ [النساء: 48] ؟ هذه الكل يفهمها؛ العامي والعالم: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ [المائدة: 72]، هل هذه لا يفهمونها؟

يمكن أن يقولوا: الشرك هو عبادة الأصنام نقول: والذين يعبدون الملائكة، ويعبدون عيسى وعزيرًا، والأموات، هل هؤلاء أهل التوحيد، والذين يعبدون الأصنام هم المشركون فقط؟ إنما الشرك عام في كل ما يعبد من دون الله.

قوله: «قَالَ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ: كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلاَئِكَةَ وَالأَْنْبِيَاءَ، فَقَالَ اللَّهُ تعالى: «هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَدْعُونَهُمْ هُمْ عِبَادِي كَمَا أَنْتُمْ عِبَادِي»»، هذا تفسير لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأعراف: 194] قوله: «وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيَّ كَمَا تَتَقَرَّبُونَ إلَيَّ»، هذا شرح الوسيلة.

قوله: «فَنَهَى سُبْحَانَهُ عَنْ دُعَاءِ الْمَلاَئِكَةِ وَالأَْنْبِيَاءِ مَعَ إخْبَارِهِ لَنَا أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ يَدْعُونَ لَنَا وَيَسْتَغْفِرُونَ»، الملائكة يستغفرون لبني آدم؛ كما في قوله سبحانه وتعالى في أول سورة غافر: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ ٧رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٨وَقِهِمُ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٩ [غافر: 7- 9]، فالملائكة يدعون لنا، فكيف ندعوهم نحن؟ هم يدعون الله سبحانه وتعالى ويقولون: ﴿فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ، فكيف ندعوهم وهم يدعون الله جل وعلا ؟.


الشرح