إلى عضو، من الرأس إلى
اليد، أو من شخص إلى شخص، أو من بلد إلى بلد، لا يقدر على هذا إلا الله سبحانه
وتعالى، جميع المدعوات من دونه لا تستطيع ذلك.
ثم قال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57]،
والوسيلة هي العبادة وما يوصل إليه ويتقرب به إليه سبحانه، وليست الوسيلة ما يقوله
المشركون والقبوريون من أنك تدعو الميت، وأنه وسيلة إلى الله، بل هذه وسيلة شركية،
إنما الوسيلة هي الطاعة والعبادة، ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]
بعبادته وطاعته، لا بأن تجعلوا بينكم وبين الله وسائط كما يقوله المشركون،
ويسمونها وسيلة، فالذين يدعونهم عباد مثلهم يطلبون من الله الوسيلة؛ أي: القرب منه
سبحانه وتعالى، فكيف العبد أن يدعو عبدًا مثله، أو أقل منه؟ هذا من انتكاس الفطر
والعقول.
قال تعالى: ﴿وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ
وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ﴾ [الإسراء: 57]، الملائكة والأنبياء والرسل والصالحون
والأحياء والأموات، كلهم يرجون رحمته سبحانه ويخافون عذابه؛ إذًا: ليس لهم قدرة
على دفع ضر أو جلب منفعة، فكيف تعبدونهم من دون الله؟ فهذه من براهين التوحيد
والرد على المشركين، لكنهم لا يتأملون القرآن ولا يتدبرونه، قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ
أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾ [محمد: 24]، وقال عز وجل: ﴿أَفَلَمۡ
يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ أَمۡ جَآءَهُم مَّا لَمۡ يَأۡتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: 68]،
وقال جل وعلا: ﴿أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ
فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 82]، هؤلاء لا يتدبرون القرآن، ويقولون: نحن
لا نفهم القرآن، هذا للعلماء فقط، سبحان الله! هل من أحد لا يفهم قوله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد