قوله
تعالى: ﴿فَلَا
يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ﴾ [الإسراء: 56]. إذا نزل
المرض والوباء بمجتمعٍ أو شخصٍ، فلا أحد يستطيع أن ينزعه إلا الله جل وعلا،
فالأدوية كثيرة، والأطباء موجودون، لكن لا يستطيعون أن يعالجوا إلا بإذن الله جل
وعلا الذي خلق الدواء وخلق الطبيب، أحيانًا لا يستطيع الطبيب، ويموت الإنسان،
والطبيب عنده الأدوية، وما أنقذه الطبيب، قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُم
مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ
كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ
رَحۡمَتِهِۦۚ﴾ [الزمر: 38] أي: لا ينفعوني ولا يضروني، تحد من الله
سبحانه وتعالى، وبرهان على التوحيد، وأنه لا يقدر على كشف الضر إلا الله سبحانه
وتعالى، ولهذا قال جل وعلا: ﴿فَلَوۡلَآ
إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ ٨٣وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ ٨٤وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ
إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ ٨٥﴾ أي: الملائكة تحضر
عند المحتضر، والناس لا يرونهم وهم جالسون عند المريض، ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ
إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ ٨٥فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ
٨٦تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٨٧﴾ [الواقعة: 83- 87]
كيف يتوفى بينكم، وأنتم تحبونه؟ ألا تقدرون أن تمسكوا روحه لتبقى فيه؟ لا يقدر أحد
على إمساك الروح التي يريد الله جل وعلا إخراجها من المحتضر، ولو تجمع أطباء
العالم ما استطاعوا، ﴿فَلَوۡلَآ إِن
كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ﴾ أي: محاسبين ومجزيين، ﴿تَرۡجِعُونَهَآ﴾ أي: ترجعون الروح
إلى الجسد.
الحاصل: أن هذا من باب
التحدي، ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ﴾، «الذين»
عام يشمل كل من دعي من دون الله، من الملائكة، والنبيين، والأشجار، والأحجار،
والأوثان، والأموات، هذا عموم؛ لأن «الذين»
من صيغ العموم، ﴿فَلَا يَمۡلِكُونَ
كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ﴾ أي: نزعه بالكلية، ﴿تَحۡوِيلًا﴾ [الإسراء: 56]، أي:
تحويل المرض ونقله من عضوٍ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد