وقال تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا
٥٦أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ
أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ
عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا ٥٧﴾ [الإسراء: 56، 57].
قَالَ طَائِفَةٌ
مِنَ السَّلَفِ: كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلاَئِكَةَ وَالأَْنْبِيَاءَ،
فَقَالَ اللَّهُ تعالى: «هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَدْعُونَهُمْ هُمْ عِبَادِي كَمَا
أَنْتُمْ عِبَادِي، يَرْجُونَ رَحْمَتِي كَمَا تَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَيَخَافُونَ
عَذَابِي كَمَا تَخَافُونَ عَذَابِي، وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيَّ كَمَا
تَتَقَرَّبُونَ إلَيَّ»، فَنَهَى سُبْحَانَهُ عَنْ دُعَاءِ الْمَلاَئِكَةِ وَالأَْنْبِيَاءِ
مَعَ إخْبَارِهِ لَنَا أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ يَدْعُونَ لَنَا وَيَسْتَغْفِرُونَ.
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ﴾ من الأوثان والأصنام والأشجار والأحجار، وهذا من باب التحدي والتعجيز، لا من باب أن الله يأمرهم أن يدعوا غيره؛ لأنهم كانوا يدعون الأصنام والأحجار والأشجار والأموات والملائكة والجن، ﴿فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا﴾؛ لأنه لا يقدر على كشف الضر إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 62] حتى المشركون يقرون بهذا، إذا وقعوا في البحر وأحاطت بهم الأمواج ضل من يدعون ونسوه؛ لأنهم يعلمون أنه لا يقدر على إنقاذهم من البحر، فيدعون الله مخلصين له الدين، أي: مخلصين له الدعاء، والله جل وعلا يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان كافرًا، ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ مَن هو؟ هو الله جل وعلا، لا الأصنام ولا الأشجار ولا الأموات، ولا أي المخلوقات تقدر على هذا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد