﴿وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ﴾، كيف تدرس القرآن،
وهو ينهى عن الشرك، ثم تطلب من الناس أن يعبدوك؟ هذا من المحال ومن التناقض، هذا
من حق عامة الناس، فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟
ثم قال: ﴿وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن
تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ﴾ [آل عمران: 80]
لأنهم اتخذوا العزير ربًّا، واتخذوا المسيح ربًّا، ﴿وَقَالَتِ
ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التوبة: 30] ما
يتصور أن نبيًّا من الأنبياء يأمر أن يتخذ الناس ربًّا غير الله، ﴿وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن
تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ﴾، إذا كان الملائكة
والنبيون وهم أفضل خلق الله لا يجوز أن يتخذوا أربابًا فكيف بغيرهم؟ لا يليق بنبي
أن يأمر بهذا.
ثم قال: ﴿أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ
بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 80] فدل على أن اتخاذ الأرباب من دون الله
من الأحياء والأموات كفر بنص القرآن الكريم. فالذين يقولون: أنتم تكفرون الناس!
نقول لهم: الذي كفَّرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، فهل الله تكفيري على
قولهم هذا؟
هذا كلام الله، فمن
ارتكب الكفر وهو عالم مختار، فإنه كافر بنص القرآن؛ أمَّا إذا كان جاهلاً فإنه
يُعَلَّمُ ويُبَيَّنُ له، ومن كان مكرهًا يعذر، أما إن كان عالمًا مختارًا وفَعَلَ
الكفر أو نطق به، فإنه يكون كافرًا، ولا نسمع لمن يقولون: أنتم تكفيريون. فهم لا
يريدون أن يحكم عليهم أحد من أهل الأرض بالكفر، يعمل ما يريد ولا يقال له: كافر!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد