وقال الله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ
٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا
فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ
وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣﴾ [سبأ: 22، 23].
****
الشرح
هذه الآية من
البراهين القاطعة في إبطال الشرك؛ وذلك أنَّ الله أمر نبيه محمدًا صلى الله عليه
وسلم أن يقول للمشركين: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾، هذا تحد لهم، وفي قوله: ﴿زَعَمۡتُم﴾ إبطال للشرك، وأنه
زعم باطل لا حقيقة له، وأنه كذب على الله سبحانه وتعالى، ﴿زَعَمۡتُم
مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: مع الله سبحانه وتعالى أو بغير الله، ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾، والذرة قيل:
المراد بها صغار النمل، وقيل: الهباءة التي تكون في الهواء وهي أصغر شيء، فهم لا
يملكون من الكون شيئًا، حتى الذرة والهباءة لا يملكونها؛ لأن الملك لله سبحانه
وتعالى وحده، له الملك المطلق: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ
مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن
تَشَآءُ﴾ [آل عمران: 26] فما بأيدي العباد من الملكيات إنما هي
من الله سبحانه وتعالى، ثم هي أيضًا لا تدوم لهم، إما أن ينزعوا منها، وإما أن
تنزع منهم، فليس لهم ملك، والذي يدعى ويطلب منه شيء لا يخلو من هذه الأمور، إما أن
يكون مالكًا لما يطلب منه، وهؤلاء لا ملك لهم أصلاً، فكيف يطلب منهم وهم لا يملكون
شيئًا؟ وإما أن يكون شريكًا للمالك، وهؤلاء ليسوا شركاء لله في ملكه، ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن
شِرۡكٖ﴾، وإما أن يكون وزيرًا للمالك ومعينًا له، فيؤثر عليه
إعطاء الطالب لما طلبه، ﴿وَمَا لَهُۥ
مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾ [سبأ: 22]. أي: لا معين لله سبحانه وتعالى، ولا وزيرًا
له،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد