وَقَدْ جَاءَ فِي
الأَْحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ ذِكْرُ مَا سَأَلَ اللَّهَ تعالى بِهِ كَقَوْلِهِ
صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لاَ
إلَهَ إلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، يَا ذَا
الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ» ([1])، رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد وَغَيْرُهُ.
وَفِي لَفْظٍ:
«اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّك أَنْتَ اللَّهُ لاَ إلَهَ
إلاَّ أَنْتَ، الأَْحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ» ([2])، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ
وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
****
الشرح
قوله صلى الله عليه
وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ
بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ». هذا من التوسل المشروع أن تتوسل إلى الله بالتوحيد:
بأن له الحمد سبحانه وتعالى، وأنه المنان جل وعلا، وبأنه المحمود سبحانه وتعالى
على نعمه، فهذا توسل بأسمائه وصفاته وبتوحيده وطاعته، وهو من التوسل المشروع.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ
الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، يَا ذَا الْجَلاَلِ
وَالإِْكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّوم»، هذا فيه أن من أسماء الله سبحانه
وتعالى المنان الذي يمن على خلقه، كما في قوله تعالى: ﴿بَلِ ٱللَّهُ
يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحجرات: 17].
قوله: «وَفِي لَفْظٍ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّك أَنْتَ اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ...»» توسل بالتوحيد؛ لأن التوسل بالأعمال الصالحة مشروع، والتوحيد أعظم الأعمال الصالحة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1495)، والترمذي رقم (3544)، والنسائي رقم (1300)، وابن ماجه رقم (3858).
الصفحة 4 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد