قوله: «وَأَمَّا
فِي لُغَةِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فَمَعْنَاهُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ تعالى
وَيُقْسِمَ عَلَيْهِ بِذَاتِهِ». في لغة كثيرٍ من الجهال والعوام التوسل
بذاته، وهذا لا يجوز لا في حال الموت ولا في حال الحياة.
قوله: «وَاللَّهُ تعالى لاَ يُقْسَمُ عَلَيْهِ
بِشَيْءٍ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ»، لا يقسم على الله إلا بالله أو صفة من صفاته
سبحانه وتعالى، أما أن يقسم عليه بمخلوق؛ فهو لا يجوز بين الناس، فكيف يجوز بينهم
وبين الله سبحانه وتعالى ؟ والحلف بغير الله شرك.
قوله: «بَلْ لاَ يُقْسَمُ بِهَا بِحَالٍ»، لا
بين المخلوق والخالق، ولا بين الناس فيما بينهم.
قوله: «وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ
الأَْحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَد»، سبق هذان الحديثان، وفيهما التوسل إلى الله بأسمائه سبحانه
وتعالى.
قوله: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِمَعَاقِدِ
الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك»، اختلفوا في كلمة «بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك» هل تجوز؟ فعند الإمام أبي حنيفة
لا يجوز؛ لأن معاقد العز مخلوقة من العرش، فلا يجوز سؤال الله بمخلوق لا بالعرش
ولا غيره، وعند صاحبه أبي يوسف أن هذا جائز؛ لأن معاقد العز هو الله جل وعلا وليس
العرش، فهو يسأل الله ويتوسل إليه جل وعلا، فعلى كل حال إذا فسرت معاقد العز أنها
مخلوقة فلا يجوز، وإذا فسرت بأنها من صفات الله فلا بأس. قوله: «قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لاَ
يَنْبَغِي لأَِحَدٍ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ إلاَّ بِهِ وَأَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ:
بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ...»، اختلف أبو يوسف مع شيخه الإمام أبي
حنيفة، ووجه الاختلاف تفسير المعاقد، هل هو الله جل وعلا فيجوز، أو أنه مخلوق من
العرش فلا يجوز؟. قوله: «وَأَكْرَهُ
أَنْ يَقُولَ: بِحَقِّ أَنْبِيَائِك وَرُسُلِكَ وَبِحَقِّ الْبَيْتِ وَالْمَشْعَرِ
الْحَرَامِ» لأنه لا يجوز؛ لأن الله ليس عليه حق لأحدٍ إلا ما أوجبه على نفسه
سبحانه وتعالى.
الصفحة 3 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد