قوله: «فَتَبَيَّنَ أَنَّ
السَّائِلَ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ إمَّا أَنْ يَكُونَ حَالِفًا بِمَخْلُوقٍ، وَذَلِكَ
لاَ يَجُوزُ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَائِلاً بِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْصِيلُ
ذَلِكَ». تفصيل هذا أنه إذا قال: أسألك بفلانٍ، أي: بسبب فلان وقرابته لك،
فهذا لا بأس به من باب السببية، وليس من باب القسم، وهذا سبق، كما قال عبد الله بن
جعفر لعمه عليٍّ رضي الله عنه: أسألك بجعفر أخي علي، هذه سببية ليست قسمًا، والله
جل وعلا قال: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ﴾ [النساء: 1] على
قراءة الجر؛ أي: وبسبب الأرحام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد