×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وأما التوسل بالصالحين - أي: بدعاء الصالحين - كما توسلوا بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكما توسل معاوية رضي الله عنه بيزيد بن الأسود الجُرَشي - أي: بدعائه - فطلب منه الدعاء.

قوله: «وَلِهَذَا لَمْ يُنْقَلْ دُعَاءُ أَحَدٍ مِنَ الْمَوْتَى وَالْغَائِبِينَ - لاَ الأَْنْبِيَاءُ وَلاَ غَيْرُهُمْ - عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْعِلْمِ». الدعاء أعظم أنواع العبادة، والله جل وعلا قال: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجن: 18] أحدًا كائنًا من كان، لا ملكًا، ولا نبيًّا، ولا صالحًا، لا تدعوا مع الله، ادعوا الله مخلصين له الدين؛ أما دعاء غيره فهو شرك يبطل هذا الدعاء ويفسده، فلا يدعى إلا الله عز وجل، لا يدعى الأموات والغائبون مهما بلغوا من الصلاح والاستقامة؛ لأن هذه عبادة لغير الله سبحانه وتعالى، فهؤلاء الذين ينادون ويستغيثون بالأموات: يا عبد القادر، يا رسول الله، يا حسن، يا حسين، يا علي، يا فلان، هذا دعاء غير الله، وهو شرك أكبر - والعياذ بالله - يخرج من الملة.

قوله: «وَلِهَذَا لَمْ يُنْقَلْ دُعَاءُ أَحَدٍ مِنَ الْمَوْتَى وَالْغَائِبِينَ - لاَ الأَْنْبِيَاءُ وَلاَ غَيْرُهُمْ - عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْعِلْمِ». الغائبون لا يدعون، إنما إذا كان حاضرًا تقول: يا فلان ساعدني، يا أعطني كذا، أقرضني، لا بأس بذلك، فهذا دعاء عادي ليس فيه شيء، تطلب من الحاضر القادر ما تريد من مال أو عمل، أو غير ذلك، إنما المحظور أن تدعو غائبًا لا يسمع دعاءك ولو كان حيًّا.

قوله: «وَلِهَذَا لَمْ يُنْقَلْ دُعَاءُ أَحَدٍ مِنَ الْمَوْتَى وَالْغَائِبِينَ - لاَ الأَْنْبِيَاءُ وَلاَ غَيْرُهُمْ - عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْعِلْمِ»، هذا عند المتأخرين من المبتدعة أنهم يهتفون بأسماء هؤلاء الذين يعظموهم ويعتقدون فيهم


الشرح