الصلاح، يهتفون بأسمائهم عند الشدائد، وينسون الله سبحانه وتعالى، فإذا
اشتد بهم الكربُ صاروا ينادون المخلوقين من الأحياء والأموات، وهذا شرك لم يبلغه
أهل الجاهلية، فإن أهل الجاهلية يخلصون الدعاء لله في الشدائد، وإنما يشركون في
الرخاء، أما شرك هؤلاء المتأخرين فعام في الرخاء والشدة، بل إنهم في الشدة أشد في
الشرك، والعياذ بالله.
قوله: «وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ بَعْضُ
الْمُتَأَخِّرِينَ مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ الْمُجْتَهِدِينَ»،
ذكر دعاء غير الله بعض المتأخرين من أهل البدع والخرافات، وإن كان عندهم شيء من
العلم، لكنهم ليس عندهم تحقيق للعلم واتباع واقتداء، وإنما يخلطون علمهم بالجهل
والشرك والبدع، فلا عبرة بهم، وإن كانوا يسمون بالعلماء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد