والمراد بالراجفة: النفخة الأولى في الصور، «تتبعها الرادفة» النفخة الثانية؛ كما
قال جل وعلا: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ
فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ [الزمر: 68]،
النفخة الأولى نفخة الموت، فلا يبقى أحد إلا مات، إلا من استثناء الله سبحانه
وتعالى: ﴿ثُمَّ نُفِخَ
فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ﴾ من قبورهم ﴿يَنظُرُونَ﴾ كما خلقهم الله أول
مرة. فالرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى أن هاتين النفختين متتاليتان.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»،
من السكرات والكرب، وانقطاع الأجر، وانقطاع العمل، والانتقال للآخرة.
قوله: «قَالَ أبي: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟»
أي: من دعائي؛ لأنه سبق أن الصلاة لغة هي الدعاء.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «إذًا يَكْفِيك اللَّهُ مَا
أَهَمَّك مِنْ أَمْرِ دُنْيَاك وَآخِرَتِك»، فيه بيان لفضل الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم والإكثار منها، وأنها سبب لئن يكفي الله المسلم ما أهمَّه من
أمر دنياه وآخرته، وللإمام ابن القيم رحمه الله كتاب مستقل في فضل الصلاة والسلام
على النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «فَإِنَّ الصَّلاَةَ فِي اللُّغَةِ هِيَ
الدُّعَاءُ»، كما في قوله تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ
أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ﴾ أي: الزكاة ﴿تُطَهِّرُهُمۡ
وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾ أي: ادع لهم، ﴿إِنَّ صَلَوٰتَكَ﴾ أي: دعاءك ﴿سَكَنٞ لَّهُمۡۗ﴾ [التوبة: 103].
ولما جاءه أبو أوفى رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بزكاته دعا له، فقال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» عملاً بقوله تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾.
الصفحة 9 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد