وَقَوْلُ السَّائِلِ: أَجْعَلُ لَك مِنْ صَلاَتِي؟ يَعْنِي مِنْ دُعَائِي؛
فَإِنَّ الصَّلاَةَ فِي اللُّغَةِ هِيَ الدُّعَاءُ؛ قال تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ
صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ﴾ [التوبة: 103]، وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» ([1])، وَقَالَتِ
امْرَأَةٌ: صَلِّ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى زَوْجِي، فَقَالَ: «صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكَ» ([2]).
****
الشرح
قوله صلى الله عليه
وسلم: «الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ
الأَْذَانِ وَالإِْقَامَةِ»، من مواضع إجابة الدعاء بين الأذان والإقامة،
فيستحب بعد الأذان إلى الإقامة أن يشتغل الإنسان بالدعاء والذكر؛ لأن هذا وقت
الإجابة؛ أمَّا تلاوة القرآن فيؤجلها إلى وقت آخر؛ لأنها لا تفوت، بخلاف الدعاء
والذِّكر بين الأذان والإقامة فإنه يفوت.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيهِمَا
أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَلَّمَا تُرَدُّ عَلَى دَاعٍ دَعْوَتُهُ: عِنْدَ حُصُولِ
النِّدَاءِ وَالصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، ساعتان لا يُرَدُّ فيهما الدعاء،
أو قلَّ أن يُرَدَّ الدعاء فيهما:
الأولى: بعد الأذان وقبل
الإقامة.
والثانية: عند الاصطفاف لقتال
الكفار تفتح أبواب السماء لقبول الدعاء.
قوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا ذَهَبَ رُبُعُ اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»»، فيه فضل قيام الليل، وتنبيه الناس على ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم وينبه الناس للقيام؛ لأن لقيام الليل فضلاً عظيمًا، وهو أفضل أنواع التنفل بعد الفريضة، فليجعل المسلم لنفسه نصيبًا من قيام الليل، ولا يحرم نفسه منه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1497)، ومسلم رقم (1078).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد