﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ
لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]،
المساجد هي أفضل مواضع الدعاء، وإلا فالدعاء مشروع في كل مكان، لكن المساجد هي
أفضل أمكنة العبادة، ولا سيما مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الحرام،
والمسجد الأقصى.
قوله: «وَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ
فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ»، أمَّا إذا أراد أن يدعو للميت يستقبل
القبور، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم يقبل عليهم بوجهه ويسلم
عليهم ويدعو لهم، كما إذا سلمت على الحيِّ فإنك تستقبله، لا تسلم عليه وهو وراء
ظهرك أو إلى جانبك.
قوله: «وَاخْتَلَفُوا فِي وَقْتِ السَّلاَمِ
عَلَيْهِ»، الأئمة الثلاثة - مالك والشافعي وأحمد - يرون أنه إذا سلم على
الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه يستقبلهم؛ لأن هذا هو أدب السلام، وأبو
حنيفة رحمه الله يرى أنه حتى وقت السلام لا يستقبل القبر، وإنما يجعل القبر إلى
جنبه، ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالأئمة الثلاثة
فرقوا بين الدعاء والسلام، فقالوا: لا يستقبل بالدعاء الحجرة، وأما في السلام
يستقبل الحجرة، وأبو حنيفة عمَّم وقال: لا يستقبل القبر لا للسلام ولا لدعاء، وهذا
أبلغ في النهي.
قوله: «كَمَا لاَ يَسْتَقْبِلُهَا وَقْتَ الدُّعَاءِ بِاتِّفَاقِهِمْ» أي: هم متفقون على أن وقت الدعاء لا يستقبله؛ إنما الخلاف في وقت السلام فقط.
الصفحة 12 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد