قوله: «وَأَعْظَمُ
مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، كَمَا يَفْعَلُهُ
طَائِفَةٌ مِنَ الْجُهَّالِ الْمُشْرِكِينَ»، يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه
إلا الله، كأن يقول: اغفرْ لي، ارحمني، أو أغثني يا رسول الله، أغثني يا بدوي، يا
فلان، فيدعو غير الله سبحانه وتعالى ويستغيث به.
قوله: «وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَسْجُدَ
لِقَبْرِهِ وَيُصَلِّيَ إلَيْهِ، وَيَرَى الصَّلاَةَ أَفْضَلَ مِنَ اسْتِقْبَالِ
الْقِبْلَةِ حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ: هَذِهِ قِبْلَةُ الْخَوَاصِّ،
وَالْكَعْبَةُ قِبْلَةُ الْعَوَامِّ». أعظم من ذلك كونه يدعو غير الله إنْ ضاف
إليه أنه يسجد له - والعياذ بالله - عند قبره ويستقبل قبره ويترك استقبال الكعبة،
ويرى أن قبر الولي أفضل من الكعبة، ويقول: إن الكعبة قبلة العوام الذين لا يعرفون،
وأما القبر فقبلة الخواص الذين بلغوا المراتب العليا من العلم، وأدركوا ما لا
يدركه العوام، فهذه - والعياذ بالله - شركيات وجاهليات متلاطمة، وما أكثر هذا في
البلاد الخارجية غير هذه البلاد، وإن كان يوجد في هذه البلاد، لكنه خفي لا
يتظاهرون به، ولكن في البلاد الأخرى يعلنونه علانية.
الحاصل: أن هذا - والعياذ بالله - شرك وعبادة لغير الله، وانصراف عن الله سبحانه وتعالى، وهذا عمله الشيطان في هؤلاء تلاعبًا بهم، والأمر ليس مقصورًا على الشيطان الغيبي، وإنما أيضًا شياطين الإنس الذين يفتون الناس، ويكتبون لهم أدعية شركية، ويرغبونهم في هذه الأمور، ويقولون: هذه هي التي تستجاب، هذه هي التي تنفع، والعوام مساكين إذا رغبوا في هذه الأمور، لا سيما إذا كان مَن يروجها ينتسب إلى العلم أو العبادة، فإن الفتنة أشد، فهذه أمور يجب التنبه لها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد