وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ
أَنْ يَرَى السَّفَرَ إلَيْهِ مِنْ جِنْسِ الْحَجِّ، حَتَّى يَقُولَ: إنَّ
السَّفَرَ إلَيْهِ مَرَّاتٌ يَعْدِلُ حَجَّةً، وَغُلاَتُهُمْ يَقُولُونَ:
الزِّيَارَةُ إلَيْهِ مَرَّةً أَفْضَلُ مِنْ حَجِّ الْبَيْتِ مَرَّاتٍ
مُتَعَدِّدَةٍ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَهَذَا شِرْكٌ بِهِمْ، وَإِنْ كَانَ يَقَعُ
كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي بَعْضِهِ.
****
الشرح
قوله: «وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَرَى
السَّفَرَ إلَيْهِ مِنْ جِنْسِ الْحَجِّ...»، يضيفون إلى ذلك أيضًا أنهم
يفضلون السفر للقبور - لأجل دعاء الأموات - على السفر للحج والعمرة إلى بيت الله
العتيق الذي جعله الله مثابةً للناس وأمنًا، وجعله مباركًا وهدى للعالمين، هم لا
يلتفتون إلى هذا، وإنما يعظمون قبورهم، ويقولون للناس: لا تحجوا إلى الكعبة، حجوا
إلى القبور، بدل أن تسافر للحج والعمرة سافر للقبر الفلاني، فإنه مجرب، ويحصل لمَن
سافر إليه كذا وكذا. هذا موجود، وما قاله الشيخ رحمه الله ليس من فراغٍ، ويزداد
الآن أكثر مما سبق، ويقولون: السفر إلى القبر لأجل دعاء الميت أفضل من الحج
والعمرة، بل السفرة الواحدة أفضل من عددٍ من الحجات، وهل بعد هذا الضلال والكفر
ضلال والعياذ بالله؟!
قوله: «وَإِنْ كَانَ يَقَعُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ
فِي بَعْضِهِ»، كثيرون يقعون في هذا؛ إمَّا في كله أو بعضه، وكله كفر وشرك
بالله عز وجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد