الثَّانِيَةُ: أَنْ
يُقَالَ لِلْمَيِّتِ أَوِ الْغَائِبِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ: اُدْعُ
اللَّهَ لِي، أَو اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ، أَوِ اسْأَلْ اللَّهَ لَنَا، كَمَا
تَقُولُ النَّصَارَى لِمَرْيَمَ وَغَيْرِهَا.
فَهَذَا أَيْضًا
لاَ يَسْتَرِيبُ عَالِمٌ أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ، وَأَنَّهُ مِنَ الْبِدَعِ
الَّتِي لَمْ يَفْعَلْهَا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الأُْمَّةِ.
****
الشرح
انتهت الأولى وهي
الخطيرة: مرتبة الشرك في الدعاء.
قال: «الثَّانِيَةُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَيِّتِ،
أَوِ الْغَائِبِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ: اُدْعُ اللَّهَ لِي، أَو
اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ، أَوِ اسْأَلْ اللَّهَ لَنَا، كَمَا تَقُولُ النَّصَارَى
لِمَرْيَمَ وَغَيْرِهَا». المرتبة الثانية: لا يدعو الميت؛ وإنما يطلب من الميت
أن يدعو الله له ويستغفر له، والميت لا يطلب منه شيء، لا الأنبياء ولا غيرهم، لا
يطلب من الأموات لا دعاء ولا استغفار ولا غير ذلك. ولهذا لما أجدب الصحابة رضي
الله عنهم ما ذهبوا إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله
أجدبنا ادع الله لنا. كما كانوا يقولون ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، وإنما
عدلوا إلى طلب الدعاء من الحي - وهو العباس رضي الله عنه - فدل على أن الميت لا
يطلب منه شيء.
وهؤلاء يشبهون على الناس بقوله تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 64] ويقولون: إن هذا عام في حياته وبعد موته، وهذا كذب، هذا خلاف قول المفسرين المعتبرين. وأيضًا في الآية ما يدل على بطلان هذا؛ لأنه قال: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ﴾، و«إذ» ظرف لما مضى من الزمان، ولم يقل: لو أنهم إذا ظلموا أنفسهم؛ لأن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد