«إذا» لما يستقبل من
الزمان، فدل هذا على أن المراد بهذه القصة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لما
طلب المنافق التحاكم إلى كعب بن الأشرف بدلاً من الرسول صلى الله عليه وسلم أنزل
الله الوحي في ذلك، وجاء يعتذر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿فَكَيۡفَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ
يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا﴾ [النساء: 62] رد
الله جل وعلا عليهم، وأبطل اعتذارهم، وقال: ﴿فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ
لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65] فالآية في قصةٍ حصلت في عهد النبي صلى
الله عليه وسلم في حياته وانتهتْ، فلا يعتمد عليها، وهذا من تحريف القرآن، وتفسيره
بغير معناه. فهذا من شبههم التي يقولون: إن الميت يطلب منه الدعاء؛ لا سيما النبي
صلى الله عليه وسلم، فيأتون إليه ويقولون: ادع اللهَ أن يغيثنا، ادع اللهَ أن
يستجيب لنا أو ينصرنا، أن يرزقنا، هذا باطل وبدعة؛ لأنه لا يطلب من الميت شيء؛ لأن
الميت انقطع عمله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ» ([1])، والميت ينقطع عمله
النبي وغير النبي، ومن العمل الدعاء، فلا يطلب منه شيء بعد موته.
قوله: «أَنْ يُقَالَ لِلْمَيِّتِ أَوِ الْغَائِبِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ: اُدْعُ اللَّهَ لِي، أَو اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ، أَوِ اسْأَلْ اللَّهَ لَنَا، كَمَا تَقُولُ النَّصَارَى لِمَرْيَمَ وَغَيْرِهَا»، كما تطلب النصارى من المسيح ومريم، وغيرهما من رهبانهم، فإنهم يطلبون منهم وهم أموات؛ مريم ميتة، والمسيح عليه السلام غائب في السماء، فلا يطلب من الميت ولا من الغائب أن يدعو الله للمحتاج، والميت بالذات لا يسمع الدعاء، قال تعالى:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد