﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا
يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ﴾ [فاطر: 14] أي: لا
يقدرون على إجابتكم، فلا فائدة في دعائهم.
قوله: «فَهَذَا أَيْضًا لاَ يَسْتَرِيبُ عَالِمٌ أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ، وَأَنَّهُ مِنَ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَفْعَلْهَا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الأُْمَّةِ»، كان من عادتهم إذا أجدبوا والرسول صلى الله عليه وسلم حي أنهم يطلبون منه الدعاء، فلما أجدبوا بعد موته ما استمروا على هذا، ما ذهبوا إلى قبره صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يدعو الله لهم؛ لعلمهم أن هذا لا يجوز، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم القدوة، بل منهم الخلفاء الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين» ([1]). والذي قال: «يا عباس ادع»، ولم يذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مع أنهم ما بينهم وبين قبر الرسول صلى الله عليه وسلم إلا خطوات.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد