كَمَا قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسۡرٗا﴾ [نوح: 23] فَإِنَّ هَؤُلاَءِ كَانُوا قَوْمًا صَالِحِينَ
فِي قَوْمِ نُوحٍ. فَلَمَّا مَاتُوا عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ، ثُمَّ
صَوَّرُوهُمْ، ثُمَّ اتَّخَذُوا الأَْصْنَامَ عَلَى صُوَرِهِمْ، كَمَا تَقَدَّمَ
ذِكْرُ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ مِنَ عُلَمَاءِ السَّلَفِ.
وَهَذَا الَّذِي
نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الشِّرْكِ، هُوَ كَذَلِكَ
فِي شَرَائِعِ غَيْرِهِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ.
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسۡرٗا﴾، كما حصل لقوم نوح لما غلوا في الصالحين صوروهم، ونصبوا
صورهم، ثم آلَ بهم الأمر إلى أن عبدوهم من دون الله، وكان التصوير ونصب الصور
وسيلة إلى الشرك، فالوسائل لها حكم الغايات.
وقد ثبت أن هذه
أسماء رجال صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا حزنوا عليهم، فجاءهم الشيطانُ واستغل
حزنهم عليهم، وقال: صوروا صورهم، وانصبوها على المجالس حتى تتذكروا حالهم، فتنشطوا
على العبادة، ففعلوا ذلك بنية صالحة، لكن الوسيلة غير صالحة، وليست العبرة بالنية،
إنما العبرة بالعمل والوسيلة، فلما طال عليهم الزمان، ومات العلماء الذين ينكرون
الشرك نصبوا هذه الصور وعبدوها، وعبدوا قبورهم، ثم صورت صور على أشكالهم، ووزعت في
البلاد، وتوزعت في جزيرة العرب، وصارت تعبد من دون الله عز وجل.
قوله: «وَهَذَا الَّذِي نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الشِّرْكِ، هُوَ كَذَلِكَ فِي شَرَائِعِ غَيْرِهِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ». هذا الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرك، وهو عبادة غير الله بأي نوع من أنواع العبادة، وكل وسيلة تؤدي إلى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد