قوله: «وَلَعَنَ
أَهْلَهُ تَحْذِيرًا مِنَ التَّشَبُّهِ بِهِمْ». اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
يصلون عندها، ويبنون عليها الكنائس والمتعبدات، وممن ينتسب إلى الإسلام من يفعل
ذلك، فيبنون عليها المساجد والمشاهد مضاهاة لليهود والنصارى، فهم مستحقون للعنة
كاليهود والنصارى، نسأل الله العافية.
قوله: «فَإِنَّ ذَلِكَ أَصْلُ عِبَادَةِ
الأَْوْثَانِ». البناء على القبور هو السبب لعبادة الأوثان، فإذا بني عليها
عظمت، واعتقد فيها أنها تنفع وتضر؛ لأنه سيأتي جهال ويقولون: لو لم يكن لها شأن
لما بني عليها، فالبناء عليها يلفت الأنظار، ويجلب لها الزوار، كما هو الواقع
والمشاهد، فلو كانت قبورًا مجردة ليس عليها بناء ولا شيء ما تعلق الناس بها.
والناس الآن يمرون على البقيع وفيه الصحابة رضي الله عنهم، لكن لما كانت قبورهم
ليس عليها بناء ولا قباب ما تعلقوا بها، فالبناء على القبور سبب لتعلق القلوب بها،
ووسيلة إلى الشرك بالله عز وجل، فأنت إذا رأيت قبر العلم الكبير الإمام الجليل ما
بني عليه لا يكون عندك تعلق به، لكن لما ترى قبر أي واحد مبنيًّا عليه ومزخرفًا
ومجصصًا ومكتوبًا عليه ومنورًا؛ تتعلق به قلوب العوام والجهال، ويفتنون به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد